بأن التجوُّز باستعمال الهم مكان الشهوة ظاهر في اللغة " [1] . ويبقى قبل أن نشرع بالكشف عما اقترفته يد " الكاتب " هنا أن نشير إلى ما نقله " الكاتب " عن الشريف المرتضى حول تفسيره لقوله تعالى : { وما أبرئ نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي } حيث قال : " يقول علم الهدى ( قده ) : إنما أراد يوسف ( عليه السلام ) الدعاء ومنازعة الشهوة ، ولم يرد العزم على المعصية ، وهو لا يبرئ نفسه مما لا تعرى منه طباع البشر . . " [2] . وبعد أن استعرضنا ما نسبه " الكاتب " للشريف المرتضى ( قده ) ، نقول : لقد مارس " الكاتب " تحريفا في رأي الشريف المرتضى ( قده ) بحيث أخرجه عن وجهته ( 180 درجة ) ، وذلك افتراء قد خرج عن كل حدّ . ولتوضيح ما ندّعيه نقول : 1 - إن ما ذكره الشريف المرتضى إنما هو المعنى اللغوي للهم وليس بالضرورة أنه ( قده ) يثبت مقولة الميل الطبعي . 2 - في تفسيره للآية لم يذكر الشريف المرتضى سوى وجهين من وجوه التفسير : الأول : أن يكون جواب لولا محذوفا ويكون هم يوسف ( ع ) هو الهم بضربها . الثاني : أن يكون جواب لولا متقدم عليها . ولم يمانع ( قدس سره ) وفق هذا الوجه ، من حمل الهم على العزم ؛ لأنه مع كون جواب لولا متقدما لم يحصل لديه العزم . وعليه فإن الشريف المرتضى وإن فسر الهم بمعنى ميل الطبع ، فإنه يقول : لم يحدث أصلا شيء من ذلك ، لأن كلمة هم بها هي
[1] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 179 ، نقلا عن تنزيه الأنبياء ، ص 79 أو ص 75 من طبعة أخرى . [2] مراجعات في عصمة الأنبياء ، ص 179 ، نقلا عن تنزيه الأنبياء ، ص 83 .