ولو كان بالإمكان أن يحصل ذلك الانجذاب اللاشعوري الغريزي للإنسان دون أن يلتفت إلى مفاتن المرأة ، فإنه يمكن للإنسان أن يعتريه ما يعتريه وهو نائم دون الحاجة إلى تلك الصور المنامية . ولعمري كيف ينجذب الرجل إلى امرأة مهما كانت فائقة الجمال والحسن ما دام يعلم أنها تريد هلاكه وقتله ، ترى هل يلتفت هذا الرجل إلى جمالها وحسنها حينئذٍ وهل يمكن أن تحرك فيه الأحاسيس والمشاعر ، وهل يمكن أن ينجذب إليها بطبعه ؟ وهل يمكن أن تحصل لديه تمدّدات ؟ ؟ ! ! [1] . فمن من العلماء الأعلام يتحدث عن تأثر الأنبياء بالجو ( الجنسي ) والانجذاب الجسدي بما يشبه التقلّص الطبيعي والاندفاع الغريزي ؟ ! وأي عاقل يفعل ذلك ؟ على أن المثال الذي ضربه صاحب " من وحي القرآن " تمثيلا للانجذاب بالانجذاب إلى الطعام ، - قد أخذه كما يبدو من الفخر الرازي الذي ضرب مثالا حول الصائم في الصيف والجلاب المبرد - فيه خلط واضح ، بل وفهم مغلوط حتى لكلام الرازي ، رغم أن حال الرازي معلوم ، إذ شتان بين انجذاب الصائم في الصيف إلى الجلاب المبرد على فرض مقبولية تطبيقه على الأنبياء ( ع ) وبين الانجذاب الذي نحن بصدده ، لأن الجلاب مباح في ذاته ( بمعزل عن حالة الصوم ) . أما امرأة العزيز فهي : امرأة محصنة محرمة على يوسف ( ع ) . فإن كان يريد صاحب " من وحي القرآن " تشبيه الانجذاب الذي يتحدّث عنه بالشرب ، فإن الأوفق أن يقول : إن الانجذاب الذي حصل مع يوسف ( ع ) هو كالصائم الذي ينجذب إلى الخمر مثلا ! ! فهل يصح هذا القول ؟ ! ومَن مِن الأعلام يقبل به ؟ ! !
[1] نعم ، تمددات لا تقلصات كما قال صاحب " من وحي القرآن " ولعل " سماحته " قد فاته أن الحرارة تسبب التمدد أما التقلص فتسببه البرودة .