قبيح " بمعنى أن هذا يدل على قبح الفاعل ، أي أنه إنسان سئ ذاك الذي يفكر بالجريمة لكنه لم يفعل " [1] . ومع ملاحظة هاتين المقولتين علّق العلامة المحقق بالقول : " فهل يلتزم هذا البعض بنسبة القبح إلى نبي الله يوسف عليه السلام ؟ وهل يجوز أن يقول عنه : أنه " إنسان سئ " أو أنه " فاعل قبيح " . . " [2] . ثم جعل صاحب كتاب " خلفيات " من مقولة " العزم " بمثابة شاهد آخر على عدم صحة هذا الكلام وشناعته . لكن " الكاتب " لما لم يستطع إنكار مقولة أن : " الذي يفكر بالجريمة إنسان سئ " عمد إلى ربطها بمقولة " العزم " فقط ، متجاهلا حديث صاحب " من وحي القرآن " عن ان العصمة لا تعني عدم الانجذاب إلى المحرم وإنما هي عدم ممارسة هذا المحرم . وعلى أي حال ، فإن العصمة عند صاحب " من وحي القرآن " تنحصر في عدم ممارسة الحرام ، أي تختصّ بالجانب العملي والفعلي ، أما في المجال النفسي والنظري فالعصمة - عنده - لا تشمله . وذلك مخالف لأوضح أدلة العصمة التي يدركها المبتدئون في تحصيل العلوم الدينية ، فضلا عن الأساتذة الفضلاء والعلماء الأعلام . وملخصه : لقد ثبت في محله أن العصمة ملكة نفسانية منشؤها العلم [3] ، لكنه ليس أي علم ، وإنما هو من سنخ العلوم الحضورية ، حيث ينكشف للمعصوم حقيقة الفعل وصورته الأخروية { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم } ، فأشار سبحانه إلى آثار العلم ، فإن علما كهذا إذا ما تحقق للإنسان ، فسيجعله
[1] خلفيات ج 1 ص 89 نقلا عن الندوة ج 1 ص 640 . [2] خلفيات ج 1 ص 89 و 90 . [3] وهناك الاستعداد والكمال في الميزات النفسانية والتوازن والعقل الكامل وهناك التوفيق والرعاية الإلهية وفقا لقوله : { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } .