responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 243


سيرى أمورا غريبة وعجيبة . ولكن ليس كل أمر غريب أو عجيب مخالف ظاهرا للشريعة . .
فإذا كنا نريد الذهاب إلى مكان ما وسلك بنا المرشد طريقا طويلا شاقا ومتعبا مع وجود الطريق الأقصر والأسهل ، فإن هذا الفعل منه غريب وعجيب ، إلا أنه ليس فيه مخالفة ظاهرة للشرع ، ومع ذلك فقد يكون لهذا المرشد حجته ، ولهذا الفعل حقيقته . . وهكذا . .
ب - وينبغي عدم الخلط بين المعاني التي تستظهر من مجمل القصة ، وبين المعاني التي تستظهر من أجزائها .
بمعنى آخر : إن القصة ذات شقين منفصلين :
الشق الأول : هو الحوار الذي دار بين موسى ( ع ) وبين الخضر ( ع ) قبل بدء الرحلة .
الشق الثاني : هو الرحلة وما جرى خلالها .
فإذا أردنا أن نسعى لمعرفة دلالة آيات الشق الأول ، - يعني ما تبادر من المعنى إلى ذهن موسى ( ع ) - فينبغي أن نغض النظر عن دلالات آيات الشق الثاني دون أن نجعلها تدخل في فهمنا لدلالات آيات الشق الأول . لأن الشق الثاني عبارة عن أحداث وقعت لاحقا ، وبالتالي ينبغي علينا أن نغض النظر عنها إذا أردنا أن نضع أنفسنا مكان موسى ( ع ) من ناحية فهم دلالات ما ذكره الخضر له ، وأنه لن يصبر على ما لم يحط به خبرا .
وهذا الأمر سيجعلنا نقترب أكثر إلى فهم تلك المعاني ، كما نقترب من العيش في أجواء ذلك الحوار وطبيعته .
وذلك يعني أنه ينبغي علينا أن نتحسس أكثر طبيعة الحوار وخلفياته ، وأجواءه وحيثياته ، والعلاقة التي تربط بين موسى ( ع ) والخضر ( ع ) دون دخول أي عوامل خارجة عما حصل بعد ذلك الحوار ، لأنه سوف يكون غريبا وأجنبيا عنه وسيضفي - ربما - بعض الدلالات التي هي ليست منه إليه . .

243

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست