ذلك ، بعلم الأنبياء . . بل قال : لا ربط للآية . . أي من حيث هي . لا من حيث كونها جزءا من قصة تكون بمجملها مرتبطة بعلمهم عليهم السلام . أما هذه الآية ، فإنها ناظرة ومرتبطة بالمعذرية أمام الله سبحانه لكي يكون العمل على حجة ظاهرة . . وثمة فرق ظاهر بين الأمرين . وبين الكلامين . 2 - وقد يسأل أيضا : إذا كان الأمر كذلك فلماذا جعل شعار الرحلة العلم والتعليم . إذ من نافلة القول إن موسى ( ع ) لا يمكن أن يرضى أو يسكت عما فيه مخالفة ظاهرية ، لأن ذلك مما يقتضيه تكليفه الشرعي ؟ . على أن هذا الأمر الذي يقولونه وهو ( تنجّز التكليف ) يمكن إظهاره مع غير الخضر ( ع ) ممن هو أقل شأنا منه ، ولا يحتاج إلى هذه الرحلة من التعلم والتعليم ؟ . والجواب : لا أحد يستطيع القول إن موسى ( ع ) لم يتعلم شيئا من الخضر ، إذ أن القرآن لم يقصص علينا كل ما جرى في هذه الرحلة . . وعليه : فلم يقل صاحب هذا الرأي أن أصل الرحلة ، مع التأكيد على كلمة " أصل الرحلة " هو موضوع تنجز التكليف ، وإظهار مدى حساسية موسى ( ع ) تجاه الالتزام بالحكم الشرعي وإن كان لهذا القول وجه كما سيأتي . . هذا من جهة . ومن جهة ثانية : من الواضح أن قيام بعض الناس العاديين بما يخالف ظاهرا الأحكام الشرعية ، واعتراض الأنبياء ( ع ) عليهم بل وزجرهم عنها لعلمهم أنهم ممن لا يملكون العلم ببواطن الأمور ، لا يظهر هذا القدر من امتلاك هذا النبي أو ذاك حساسية بالغة تجاه الالتزام بالأحكام الشرعية . ولكن الأمر يختلف جذريا عندما يكون الشخص الذي يرتكب هذه المخالفات الظاهرية ممن يملك علما لدنيا ، ويتبعه النبي ليتعلم منه ، بل ويكون الله قد أمره باتباعه ليتعلم منه ؛ لأن النبي ، والحال هذه ، لا يحتمل ، ولو بنسبة ضئيلة جدا أن ما يفعله هذا " المعلم " يخالف واقعا الأحكام الشرعية وإن خالفها ظاهرا . . وفي هذا المورد ، وعندما تكون القضية فيها هذه الخصوصيات ، فإنه لا