responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 234


هذه الجهة ، إلا أن القضية كانت عندها وعندهم أهم من ذلك بكثير ، وهي قضية الخلافة والتصدي لمقام الإمامة . .
فهم أخذوا فدكا في محاولة منهم للظهور بمظهر أنهم يملكون كل الصلاحيات التي يملكها النبي ( ص ) . لذلك كانوا يعتبرون أن التصرف في أمور تتعلق بأقرب الناس إلى النبي ( ص ) ربما يفيدهم في هذا المجال . .
ونجد في المقابل أنها ( عليها السلام ) في حجتها عليهم قد ركزت ، بعد أن أبطلت مزاعمهم بحقهم بالخلافة ، على أن الخليفة ، تبعا لرسول الله ( ص ) ، ينبغي عليه أن لا يعمل عملا إلا وفق حجة ظاهرة من الكتاب والسنة . . وأن ليس له حق بمخالفة ذلك حتى وإن كان الخليفة . .
كما أنها عليها السلام في استدلالها على حقها بفدك لم تكن في الأصل في مقام تعريف الناس بهذا الحكم ( أعني أن الأنبياء يورثون ) وإن كان ذلك من الفوائد العرضية التي تعرضت لبيانها ، لأنها تعلم أن القوم لا يجهلون ذلك ، وإنما ساقت أدلتها لتشير للناس بأن هؤلاء الذين تصدوا للخلافة يجهلون كتاب الله وأحكامه الشرعية وأن من كان هذا شأنه فكيف يدعي خلافة رسول الله ( ص ) . .
من هنا نراهم ، وبعد أن فشلوا في تثبيت ما حاولوا تثبيته لأنفسهم ، عادوا للتمسك بالحجة الظاهرة فادعوا ما زعموا أنهم سمعوه من رسول الله ( ص ) بأن الأنبياء لا يورثون ما تركوه فهو صدقة . .
7 - إذا اتضح كل ما تقدم ، فإن ثمة سؤالا مشروعا في هذا المقام وهو : ما هي الفائدة التي خرج بها موسى ( ع ) من هذه القضية في حياته العملية ما دام لا يزال مأمورا بالعمل وفق الظواهر والحجج والبينات ؟ ! .
ولا ينبغي أن يفهم من كلامنا أنه ( ع ) لم يتعلم شيئا من الخضر ( ع ) طوال رحلته معه ، إذ لا أحد يستطيع أن يدعي مثل هذا الادعاء ، لأن القرآن لم يقصص لنا كل ما جرى بينهما في رحلتهما ولا شك أنه ( ع ) قد تعلم منه أمورا لم يقصصها لنا القرآن .

234

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست