" ففي قصة الخضر هو العبد الصالح ، هي أن الله أراد أن يدخل موسى في دورة تدريبية . . حتى يفهم الجانب الثاني من الصورة " . " أما هذه الجوانب فلا دليل على ضرورة إحاطته بها ، ولا يمنع العقل أن يكون لشخص حق الطاعة في بعض الأمور التي تحيط بها على الناس الذين يملكون إحاطة في أشياء أخرى لا يحيط بها ، ولا تتعلق بحركة المسؤولية ، وربما كانت هذه القصة دليلا على صحة هذا الرأي الذي نميل إليه " . " قال لا تؤاخذني بما نسيت من عهدي لك ، هذا موقف ثان للنسيان يعيشه موسى في ذاته ، لأن النسيان حالة اضطرارية لا يملك الإنسان معها عنصر الاختيار " [1] . ونتابع مع " الكاتب " في وقفاته ، وحسبك في هذا المورد تجاهله الكلي للعناوين والنصوص المشكلة التي أوردها العلامة المحقق في كتاب " خلفيات " ، والتي تعبر عن مقولات صاحبه محط النظر ومورد الإشكال . على أننا لا ندري ، ولعل غيرنا يدري ، كيف يمكن أن يؤدي هذا " الكاتب " مهمته في إثبات عدم مخالفة مقولات صاحبه للمذهب ، وأن يثبت أنها مما أجمع عليه المفسرون منذ عصر الشيخ الطوسي ( قده ) دون أن يعرض لها أو يأتي على ذكرها ؟ ! . وأنى له ذلك وقد انفرد صاحبه بها ، وأصر على تبنيها في الطبعة الجديدة لكتابه " من وحي القرآن " رغم وضوح مخالفتها لما عليه المذهب . ولا يتوقف هذا الأمر على خصوص هذه المقولات في هذا المورد بالذات بل يتعداه ليشمل كل الموارد الأخرى . . ومهما يكن من أمر فإن هذه المقولات التي تقدم ذكرها واضحة في الشكل والمضمون وصريحة في المعنى والدلالة وظاهرة في المخالفة ولن ينفع " الكاتب " دس رأسه في التراب . . وسنأتي على ذكرها حينما نستعرض ما قدمه " الكاتب " في هذه الوقفة التي أظهر فيها فنونا من التحريف والتزوير والتضليل