7 - وما قيل حول الوجه الثالث يقال حول الوجه الرابع وهو أنه ( ع ) قال ذلك على وجه المحاجة لقومه وليس " على وجه الإقرار والإخبار والاعتقاد بذلك ، بل على وجه المحاججة " [1] . ففضلا عن أن " الكاتب " تجاهله ، فإن من الواضح أنه الرأي الآخر المعتبر عنده وذلك لأسباب عديدة : أ - قوله ( قده ) : " ليس على وجه الإقرار والإخبار " يتلاءم مع ما جاء في رواية الإمام الرضا ( ع ) التي تقدم ذكرها . ب - لم ينسب الطوسي ( قده ) هذا الرأي لأحد . ج - إن المحاجج بأمر لا بد أنه على علم به ، وهذا يتنافر مع القول بالشك أو القول أن ذلك كان في زمن مهلة النظر وهما مضمون القولين الأولين . 8 - إن احتجاج " الكاتب " بقول الطوسي ( قده ) بأن معرفة الله ليست ضرورية ، لا ينفعه في هذا المقام ، إذ من الواضح أن المقصود بالضروري ما يقابل الكسبي . وإذا كان الكاتب يقصد من هذا الشاهد تبرير قول صاحب " من وحي القرآن " أن إبراهيم ( ع ) لم يعلم أن الله يحس كما تحس الأشياء إلا بعد الانتهاء من قصته مع الكواكب ، فتلك فضيحة علمية ، ذلك لأسباب عديدة : أ - إن من كان في مقام المحاججة لقومه ، لا بد أنه كان على علم بحقيقة ربه الذي يحاجج به قومه لإقناعهم بربوبيته وبطلان ربوبية غيره من الكواكب وغيرها . وإلا فكيف تتصور أنه يدعو قومه لعبادة ربٍ وتنزيهه من الشرك دون أن يعرف صفاته . ب - إن كانت معرفة الله وصفاته ليست ضرورية بل كسبية فمن أين علم صاحب ( من وحي القرآن ) أن هذه المعرفة قد حصلت له ( ع ) بعد قضيته مع الكواكب ، إذ لا مانع من أن يكون قد حصّلها قبل موقفه من عبادة الكواكب ولا