ومعرفة الحق من وجهتها والذي يعبر عنه القرآن ب ( رؤية الملكوت ) وإنما حديث عن حال إبراهيم ( ع ) قبل موقفه من قومه في عبادتهم لتلك المخلوقات السماوية ، فتكون ( الفاء ) في قوله ( فلما جن عليه الليل ) دالة على الترتيب الزمني ، وتكون القصة - حينئذ - متأخرة زمانا عن رؤية الملكوت " [1] . وهذا نص واضح بل فاضح في التحريف ، وذلك للأسباب التالية : أ - إن " الكاتب " قبل أن ينقل هذا النص قال : " يقول ( السيد ) : " إلخ . . أي وضع نقطتين ، ثم فتح مزدوجين يشيران إلى أن ما سينقله إنما هو نص حرفي ، إلا أن ما نقله لم يكن كذلك ، ولنا الحق أن نسأل " الكاتب " : لماذا لم يشر إلى المصدر كما فعل في الشاهد الأول والثالث ؟ ولا عجب بعد أن تطلع على السبب : إن النص المنقول بمعظمه غير موجود في المصدر ، والموجود منه هو من قوله : " إن الرؤية التي حدثنا الله عنها . . " إلى قوله : " وربما كانت كلمة ( وليكون من المؤمنين ) " . وكل ما ذكر بعد ذلك ليس له أثر إلا عند " الكاتب " أو من " وسوس " له بدس هذا النص . والأمر لا ينتهي عند هذا ، فقد أبى " الكاتب " إلا أن يظهر مدى تمرسه في ممارسة مكائد إبليس وأساليب اللف والدوران ، ربما ، حتى لا يقال عنه بأنه " ساذج " أسوة بآدم وإبراهيم عليهما السلام ، لذلك عمد إلى إقفال المزدوجين . ولا أفشي سرا إذا قلت : إنه عندما كنت أقرأ النص رحت حملا على الأحسن ، بكل طيبة ( لا سذاجة ) أبحث عن المزدوجين فلم أجدهما ، وهذا باعث على مزيد من الريب . إذ لا يخفى ، أن ذلك يُبقي الباب أمامه مفتوحا للتهرب ، فإن مر الأمر " على خير " حقق " الكاتب " مأربه ، وإن افتضح الأمر فالإجابة جاهزة وإن اختلفت بين مجلس وآخر : - إن الطباع قد دس النص الذي تقولون أنه أضيف ! ! .