" قوله : { وهو مليم } أي يلوم غيره ، لا أنه يلوم نفسه ، فإن هذه الكلمة هي اسم فاعل من ( ألام ) بمعنى ( لام ) ، أو بمعنى ( أتى ما لا يستحق اللوم عليه ) ، وتلك إشارة أخرى تؤكد عدم استحقاق يونس ( ع ) لأدنى لوم . . " [1] . هذا ما قاله " الكاتب " ، قبل وبعد أن استعرض آراء بعض المعاجم اللغوية . ولكن عن أي اجماع لمعاجم اللغة يتحدث ؟ ! ! . ولماذا يلجأ من يدعي الإجماع على التلاعب بالنصوص وتحريفها ؟ ! ! . الحق يقال : أنّى لهذا " الكاتب " أن يدري كيف يكون ( مُليم ) بالضم بمعنى أتى ما لا يستحق اللوم عليه ، فهل ثمة غشاوة على بصره حجبته ، أم ران على قلبه فلم يعقله ؟ ! . إن تعريف العلامة المحقق لكلمة : ( مُليم ) ب : " أتى ما لا يستحق اللوم عليه " : ليس لغة عجيبة ، إلا لمن لم يطلع على المعاجم اللغوية التي بين يديه أو خلفه . ولم يكن هناك مبرر لهذا الاندهاش ، لا سيما أن تعريف العلامة المحقق هذا لم يكن من سهو القلم ، كما لم يكن خطا مطبعيا ، فإن هذه حجج " البعض " ( احتاج إليها صاحبه كثيرا حين طولب ببعض المقولات ) وكل من يحاول أن يتهرب مما يكتبه أو يقوله ، لأنها أهون عليه من الاعتراف بما يمثل " فضيلة " . ولست أدري إن كان اندهاشه من هذا التعريف يعود لحساسيةٍ عنده من كل شيء ينزّه الأنبياء عن الخطأ ويعصمهم عن الوقوع فيه ، لا سيما إذا علمت أن ما يسعى لإثباته هو أن نبي الله يونس ( ع ) يستحق اللوم ، وما يسعى لنفيه هو أنه ( ع ) لا يستحق اللوم ! . أما بالنسبة للمعاجم اللغوية ، فإننا نحيل القارئ إليها ليرى بنفسه مقدار الصدق فيما ادعاه الكاتب لأننا عدنا إليها ووجدنا عكس ما يدعي ، واليك التفصيل :