إصرار الحوت أن في سفينته مطلوبا ، وبعضها الآخر يخبر أن السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري . . [1] . والغريب أن هؤلاء المتحمسين للدفاع عن هذه الآراء وصاحبها قد ردوا روايات مأساة الزهراء ( ع ) لاختلافات بسيطة رغم وضوح إمكانية الجمع بينها ، وإذا بهم يتمسكون بروايات ظاهرة التعارض . وعلى أي حال : فإن قول الملاح : " إن في سفينتي مطلوبا " ليس فيه ما يدل على أنه مطلوب من قبل الله ، كما يحاول الكاتب الإشارة إليه ، ولماذا لا يكون مطلوبا من قومه ملاحقا منهم ؟ . وما المانع من ذلك ، لا سيما إذا كان فيه تنزيه له عما ينسب إليه مما لا يجوز على الأنبياء ؟ . بعدما تقدم يظهر لنا أن " الكاتب " لم يصب في كل محاولاته إلا في محاولة واحدة وهي : عنوان بحثه الروائي حيث وضع لهذا البحث عنوانا أخذه من رواية أبي حمزة الثمالي وهو : " السهام لا تخطئ " حيث أصاب بها قلب نبي الله يونس ( ع ) ، وكبد العصمة ، ولا أحد يدري ما ستتركه هذه السهام من آثار على عقول وقلوب الناس الأبرياء من الناس الذين يتلقونها على أنها تفسير للقرآن ؟ وكان ثمة من أطلقها قبله فأصاب بها قلب الزهراء ( ع ) وضلعها المكسور ! ! ! وقلب الأنبياء والأوصياء . . يونس تهرب من مسؤولياته وحول هذه المقولة يقول " الكاتب " : " لست أدري أين تكمن الجرأة في هذه المقولات إذا استثنينا
[1] بحار الأنوار ج 14 ص 382 و 404 نقلا عن الطبرسي .