" نستوحي من هذه القصة الخاطفة ، أن الله قد يبتلي الدعاة المؤمنين ، من عباده ورسله ، فيما يمكن أن يكونوا قد قصروا فيه أو تهربوا منه من مسؤوليات . وأن الداعية قد يضعف أمام حالات الفشل الأولى ، أو أوضاع الضغط القاسية ، أو مشاكل الظروف الصعبة ، كنتيجة لفكرة انفعالية سريعة ، أو شعور حاد غاضب ثم يلطف الله بهم بعد أن يتراجعوا عن ذلك ، ويرجعوا إليه ، فينجيهم من بلائه ، ويحوطهم بنعمائه ، ويسبغ عليهم من ألطافه وآلائه ، لئلا يتعقد الخطأ أو الانفعال في شخصيتهم ، لينطلقوا إلى الحياة من روحية الصفاء الروحي والنقاء الشعوري من جديد ليبدأوا الدعوة من حيث انتهوا ويتابعوا المسيرة بعزم وقوة وإخلاص . ثم نلتقي في أعماق الموقف بالإبتهالات الخاشعة الخاضعة لله في روحية الإحساس بالعبودية ، التي يشعر المؤمن معها بأن الله يلتقيه في مواقع الإنابة ، مهما كانت الخطايا والذنوب ، وأن الخطأ لا يتحول إلى عقدة بل يتحول إلى فرصة للقاء بالله من جديد ، في مواقع التوبة الحقيقية الخالصة ، التي يبدأ فيها التائب تاريخا جديدا ، وصفحة بيضاء في حياته " [1] . مرة أخرى نلتقي مع " الكاتب " في قراءاته لنصوص العلماء وبفنون التمويه والتعمية التي يمارسها على القرّاء . والملفت هذه المرة أن النصوص التي يستعين بها لا تصلح أن تكون شاهدا على ما يذهب إليه بقدر ما تصلح أن تكون شاهدا عليه . وأول ما اتحفنا به هو :