responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 420


الضاغطة المحيطة به وانتبه بعد إصدار حكمه لمصلحة صاحب النعجة ، إلى استسلامه للمشاعر العاطفية أمام مأساة هذا الإنسان الفقير ، وخطأه في عدم الاستماع إلى وجهة النظر الأخرى { فاستغفر ربه } على هذا الخطأ في إجراءات الحكم الشكلية { وخرّ راكعا وأناب } أي رجع إلى الله وتاب إليه وأخلص إليه .
قصة داود أمام علامات الاستفهام :
فغفرنا له ذلك الخطأ الذي لم يؤد إلى نتيجة سلبية كبيرة في الحياة العامة ولم يصل إلى الموقف الحاسم في تغيير الوضع { وإن له عندنا لزلفى } وهي المنزلة والحظوة { وحسن مآب } فيما يرجع إليه من رحمة الله ورضوانه . . " " النقطة الثانية : كيف نفهم المسألة في دائرة فكرة عصمة الأنبياء ، أمام تصريح الآية بالاستغفار والرجوع إلى الله بعد الفتنة التي لم يستطع النجاح فيها ، فأخطأ في إدارة مسألة الحكم في الجانب الإجرائي منه . .
ربما تطرح القضية على أساس أن الخصمين إذا كانا من الملائكة ، فإنها لا تكون تكليفا حقيقيا ، بل هي قضية تمثيلية على سبيل التدريب العملي ليتفادى التجارب المستقبلية فيما يمارسه من الحكم بين الناس . .
تماما كما في قضية آدم التي كانت قضية إمتحانية لا تكليفا شرعيا ، فلم تكن هناك معصية بالمعنى المصطلح ، وبذلك يكون الاستغفار مجرد تعبير عن الانفتاح على الله والمحبة له ، والخضوع له فيما يمكن أن يكون قد صدر عنه من صورة الخطيئة ، لا من واقعها ، وأما إذا كان الخصمان من البشر ، فقد يقال بأن القضاء الصادر من داود لم يكن قضاء فعليا حاسما بل كان قضاءً تقديريا ، بحيث يكون قوله : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } بتقدير قوله : لو لم يأت خصمك بحجة بينة .
ولكن ذلك كله لا يمنع الخطأ منه ، فإنه لم ينتبه إلى أن الخصمين ملكان ، بل كان يمارس القضاء بالطريقة الطبيعية على أساس أنهما من البشر . . وبذلك فلم تكن المشكلة في إنفاذ الحكم ليتحدث متحدث بأن المسألة

420

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست