يمكنه تبليغه للناس ، وإعلامهم به ؟ ! . ألا يلزم من ذلك تبليغ حكم خاطئ لا واقع له " [1] . فما الفرق بين هذا الكلام وبين ما يسمى في أدلة العصمة بدليل " الوثوق بقوله " . أليس هذا ما تحدّث عنه العلامة الحلِّي عندما قال : " لأنه لولا ذلك ( أي العصمة ) لم يحصل الوثوق بقوله " [2] . أوليس هذا أيضا ما تحدث عنه الفاضل المقداد عندما قال : " إذا جازت المعصية عليهم لم يحصل الوثوق بصحة قولهم . . وإذا لم يحصل الوثوق بقولهم لم يحصل الانقياد لأمرهم ونهيهم فتنتفي فائدة البعثة " [3] . ولو فتح " الكاتب " أي كتاب اعتقادي يتحدث عن العصمة لرأى عين هذه العبارات ، أو ما يفيد عين معناها ، لكن فتح الكتاب لن يفيده ما دام الله قد أقفل على قلبه بعدما أعماه الدفاع عن صاحبه ، فإنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . ثالث عشر : تهافت التهافت : لّخّص " الكاتب " ما جاء في كتاب " خلفيات " حول موقف موسى ( ع ) من أخيه هارون ( ع ) بنقطتين هما : " النقطة الأولى : أن الموقف كان من أجل إظهار أمرين : الأمر الأول : خطر ما صدر من القوم ، ومدى بشاعة الجريمة التي ارتكبوها .
[1] خلفيات ج 1 ص 114 . [2] الباب الحادي عشر ص 37 ولا يخفى أن الكذب والجهل يؤديان إلى نتيجة واحدة من ناحية عدم الوثوق لأنهما أخبار عما لا واقع له . [3] النافع يوم الحشر ص 37 و 38 .