responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 140


النصوص المشكلة :
" وتطالعنا في هذا المجال شخصية إبراهيم ( ع ) - النبي . . التي يقدمها لنا القرآن في أجواء الصفاء الروحي ، والبساطة الإنسانية . . والطبيعة العفوية . . التي تلامس في الإنسان طفولته البريئة فيما تلتقي به من حقيقة الأشياء . . ليفكر من خلال براءة النظرة في عينيه ، وسلامة الحس في أذنيه ويديه ، فيما يرى أو يسمع أو يلمس ، فيما لديه من أدوات الحس الواقعي . . فنحن لا نرى فيه - من خلال الصورة القرآنية - شخصية الإنسان الذي يتكلف الكلمات التي يقولها للآخرين ، ولا نلمح لديه روحية الشخص المشاكس الذي يبحث عن المشاكل في أفعاله وعلاقاته . . بل نشاهد فيه الشخصية البسيطة الواقعية التي ترتبط بالأشياء من جانب الإحساس ، فتسمى الأشياء بأسمائها بعيدا عن تزويق الألفاظ ، وزخرفة الأساليب ، بقوةٍ وصدقٍ وواقعيةٍ وإيمان .
ففي الصورة الأولى ، نلتقي به في موقفه من أبيه الذي يعبد الأصنام التي يعبدها قومه . . فيواجهه بالإنكار القوي الرافض للموقف من الأساس ، لرفضه الفكرة التي يرتكز عليها . . فهذه الأصنام ، هي أحجار جامدة ، كبقية الأحجار الموجودة في العراء . . ولا ميزة لها إلا أن يد الإنسان قد أعطتها بعض ملامح الصورة ، فحولتها إلى تماثيل . . فإذا كان الإنسان هو الذي أعطاها تلك الميزة التي تختلف بها عن سائر الأحجار . . فهي صنع يده ، فكيف تكون آلهة له . . ومن الذي أودع فيها سر الألوهة . . ؟ وهل الألوهة شيء يصنع ويخلق ، أو هي قوة تصنع وتخلق . . ثم . . إن الألوهة تعني القدرة والعلم والحياة والغنى المطلق فيما تعنيه من ملامحها الحقيقية . . فما هي ملامح ذلك كله في هذه التماثيل . . ؟ ولكنها الأوهام التي حولت الأشياء غير المعقولة . . إلى عقائد وتصورات ورموز قداسةٍ في مستوى الآلهة . . فكيف تتخذ هذه الأصنام آلهة . . ؟ كيف . . ؟ إن فكري لا يلمح أية إشراقة للحقيقة فيما تسير عليه . . ولو من بعيد بعيد . . بل كل ما هناك الظلام والتيه والضياع . . وهنا يتحول التساؤل . . إلى حكم قاطع في مستوى وعيه للحقيقة المنطلقة من خط الهدى . . التي تحدد ملامح الضلال في خطوط الآخرين .
{ إني أراك وقومك في ضلال مبين } :

140

نام کتاب : الأنبياء فوق الشبهات نویسنده : محمد محمود مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست