responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 6


كقدرة الله المطلقة وسلطانه العظيم الواسع ، وكونه عز وجل الخالق لكل شئ ولا خالق سواه . مستفيدين هذا بزعمهم من بعض الظواهر القرآنية كقوله تعالى * ( والله خلقكم وما تعملون ) * وقوله تعالى : * ( الله خالق كل شئ ) * وغيرها .
وعلى هذا الأساس فالجبر يعني نفي أية نسبة بين الانسان وفعله ، لأنه يكون مسلوب الاختيار في أفعاله ، وإن أي فعل منه لا يعد انعكاسا لرغباته وميوله واتجاهاته وما يمتلكه من شخصية أو ملكات ، إذ ليس له أدنى تأثير في صدور الفعل عنه ، فهو آلة لا غير .
واعتقد آخرون بنقيض ذلك تماما ، ورأوا أن الحق في المسألة هو القول بالاختيار ، وذلك لأجل التحفظ على أمور أخرى لا تقل خطورة عن التي تحفظ عليها الجبريون ، وهو العدل الإلهي ، إذ ليس من العدل أن يؤاخذ العبد على فعل كان مجبورا عليه ولا طاقة له في تركه .
فهم يرون أن الله عز وجل خلق العباد وأوجد فيهم القدرة على الأفعال وفوض إليهم الاختيار فيما يشاؤون أو يدعون من أفعال ، وهذا يعني استقلال العبد في إيجاد الفعل على وفق ما أودع فيه من قدرة وإرادة ، وإنه ليس لله سبحانه أي أثر في فعل العبد الصادر عنه ، إذ لولا استقلاله بالفعل على سبيل الاختيار لبطل التكليف ولكان الثواب والعقاب ظلما . وقد حاول أصحاب هذا الاتجاه الإفادة من ظواهر القرآن أيضا كقوله تعالى :
* ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) * وقوله تعالى : * ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) * .

6

نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست