نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 57
رغم انفصال العلة وزوالها مشاهد ابتدائية ساذجة ، لا علاقة لها بحديث العلة والمعلول وقانون العلية . ولا نتوقف هنا أكثر من ذلك في تقرير هذه المسألة ومن يطلب المزيد فيها ففي الأبحاث الفلسفية إفاضة وسعة في تناول هذه المسألة من الناحية العقلية . مناهج علماء مدرسة أهل البيت لتفسير ( الأمر بين الأمرين ) : في ضوء ما سبق لا مجال للتردد في سقوط نظرية التفويض المعتزلية من الناحية القرآنية والناحية العقلية على نحو سواء . والآن كيف السبيل إلى تقرير نظرية ( الأمر بين الأمرين ) التي تنفي الحتمية في سلوك الانسان في الوقت الذي تنفي فيه استقلال الانسان وتفويض أموره إليه ؟ فإن نفي استقلال الانسان ونفي التفويض كما ذكرنا يؤدي بنا - بعد التمحيص والتدقيق - إلى الالتزام بنسبة المظالم والسيئات إلى الله تعالى ، وهو ما حاول المعتزلة أن يتخلصوا منه . وليس الاعتراف ب ( الأمر بين الأمرين ) مع إصرار القرآن عليه مما يشق على هؤلاء العلماء ، ولكن الذي يشق عليهم هو أن يجدوا من خلال هذه النظرية القرآنية التي أعلنها وكشف عنها أهل البيت ( عليهم السلام ) طريقا يسلمون فيه من نسبة الظلم إلى الله تعالى كما سلموا من نسبة الشرك . وهذا ما حاول علماء مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) أن يهتدوا إليه من خلال
57
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 57