نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32
المترتبة عليه بموجب قانون العلية . ولنضرب على ذلك مثالين ، أحدهما : عن الفرد ، والآخر : عن المجتمع . أما التمثيل بالفرد : فإن الانسان الفرد إذا تحرك ونشط وتعلم يشق طريقه إلى الحياة ، وإذا خمل وكسل وركن إلى الجهل والكسل ، يبقى ضعيفا مغمورا لا شأن له ، ولا قوة في الحياة . وكل من هاتين النتيجتين تتصف بالقطعية والحتمية إذا اختار الانسان الطريق المناسب لها . إلا أن ذلك لا يعني أن الانسان يواجه قضاء وقدرا ذا بعد واحد في حياته لا يمكنه أن يحيد عنه . وأما التمثيل بالمجتمع ، فالمجتمع الذي يقاوم ويضحي ويتحمل عذاب المواجهة وقسوة المقاومة يسلم من الظلم والاستبداد السياسي والارهاب . والمجتمع الذي ينقاد ويستسلم ولا يقاوم يبتلى بأبشع أنواع الاستبداد السياسي والارهاب . وهذا وذاك حكمان حتميان لا سبيل للتخلص منهما في حياة الأمم . ولكن المجتمع يقف على مفترق طريقين في حياته السياسية ، فإذا اختار الطريق الأول كانت النتيجة الأولى قطعية ، وإذا اختار الطريق الثاني كانت النتيجة الثانية قطعية . واختيار هذا الطريق أو ذاك يدخل في حيز إرادة الانسان واختياره ولا يقع تحت نظام الحتمية .
32
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 32