نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96
لعلكم تعقلون ) . ( 1 ) ومع روية هذه المعجزة الكبرى التي كان من المفروض أن تزيد في إيمانهم وانصياعهم لنبيهم موسى ( عليه السلام ) ، لكن - وللأسف - قست قلوبهم بنحو يحكي سبحانه شدة تلك القساوة ويقول : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) . وبما أن الحجر هو المعروف بالصلابة والقساوة شبه سبحانه قلوبهم بالحجارة وقال : إن قلوبهم ( كالحجارة أو أشد قسوة ) أي : بل أشد قسوة ، فكلمة " أو " موضوعة مكان بل . ثم إن القلوب إما بمعنى النفوس الناطقة ، فعندئذ تكون نسبة القساوة إلى الروح نسبة حقيقية . أو أن المراد منها هو العضو المودع في الجهة اليسرى من الصدر الذي ليس له دور سوى تصفية الدم وإرساله إلى سائر الأعضاء ، وعندئذ تكون النسبة مجازية ، وإنما نسبت القساوة إلى ذلك العضو ، لأنه مظهر من مظاهر الحياة الإنسانية ، وأول عضو يتأثر بالأمور النفسانية كالفرح والغضب والحزن والجزع ، فلا منافاة في أن يكون المدرك هو النفس الناطقة ، ومع ذلك يصح نسبة الإدراك إلى القلب . ثم إنه سبحانه وصف قلوبهم بأنها أشد قسوة من الحجارة ، وعلل ذلك بأمور ثلاثة : الأول : ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) . الثاني : ( وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء ) .
1 - البقرة : 73 .
96
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 96