responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 93


هذا هو تفسير الآية .
وربما يحتمل أن الآية ليست بصدد بيان ضرب المثل بالبعوضة كضربه بالعنكبوت والذباب ، بل الآية خارجة عن نطاق ضرب المثل بالمعنى المصطلح ، وإنما الآية بصدد بيان قدرته وعظمته وصفاته الجمالية والجلالية ، والآية بصدد بيان أن الله سبحانه لا يستحيي أن يستدل على قدرته وكماله وجماله بخلق من مخلوقاته سواء أكان كبيرا وعظيما كالسماوات والأرض ، أو صغيرا وحقيرا كالبعوضة والذباب ، فمعنى ضرب المثل هو وصفه سبحانه بصفات الجلال أو الكمال .
ويدل على ذلك أنه سبحانه استدل على جلاله وكماله بخلق السماوات والأرض وقال : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) . ( 1 ) يلاحظ على تلك النظرية بأمرين :
أولا : لو كان المراد من ضرب المثل وصفه سبحانه بالقدرة العظيمة لكان اللازم أن يأتي بالآية بعد هاتين الآيتين مع أنه فصل بينهما بآيات ثلاث تركز على إعجاز القرآن والتحدي به ، ثم التركيز على الجنة وثمارها كما هو معلوم لمن راجع المصحف الكريم .
وثانيا : إن القرآن يفسر بعضه بعضا ، فقد جاء قوله : ( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) في سورة الرعد بعد تشبيه الحق والباطل بمثل رائع


1 - البقرة : 21 - 22 .

93

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست