نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 281
إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ) . ( 1 ) ولا تظن أن عمله سبحانه هذا يوجب تعزيز داعية الكفر ، وهو أشبه بالجبر وإضلال الناس ووجه ذلك أن الاستهزاء والابتعاد عن الحق أثر الكفر الذي اختاره على الإيمان ، فهذا هو السبب في أن تكون الآيات الإلهية موجبة لزيادة الكفر والابتعاد عن الحق ، والدليل على ذلك أن هذه الآيات في جانب آخر نور وهدى وموجبا لزيادة الإيمان والتصديق . وأما الثانية : أي استيقان أهل الكتاب من اليهود والنصارى أنه حق وأن محمدا رسول صادق حيث أخبر بما في كتبهم من غير قراءة ولا تعلم . وأما الثالثة : وهي ازدياد إيمان المؤمنين ، وذلك بتصديق أهل الكتاب ، فإذا رأوا تسليم أهل الكتاب وتصديقهم يترسخ الإيمان في قلوبهم . وأما الرابعة : أعني قوله : ( ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) ، فهو أشبه بالتأكيد للوجه الثاني والثالث . وفسره الطبرسي بقوله : وليستيقن من لم يؤمن بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن آمن به صحة نبوته إذا تدبروا وتفكروا . وأما الخامسة : وهي تقول الكافرين ومن في قلوبهم مرض بالاعتراض ، بقولهم : ماذا أراد الله بهذا الوصف والعدد ، وهذه الفقرة ليست من غايات جعل عدتهم تسعة عشر ، وإنما هي نتيجة تعود إليهم قهرا ، ويسمى ذلك لام العاقبة ، كما في قوله سبحانه : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) ( 2 ) ومن
1 - التوبة : 124 - 125 . 2 - القصص : 8 .
281
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 281