نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 280
فقال أبو أسد الجمحي : أنا أكفيكم سبعة عشر ، عشرة على ظهري ، وسبعة على بطني ، فاكفوني أنتم اثنين ، فنزلت هذه الآية : ( وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة ) ، أي جعلنا أصحاب النار ملائكة أقوياء مقتدرون وهم غلاظ شداد ، يقابلون المذنبين بقوة ، وهم أمامهم ضعفاء عاجزون ، ويكفي في قوتهم أنه سبحانه يصف واحدا منهم بقوله : ( علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى ) . ( 1 ) فالكفار ما قدروا الله حق قدره وما قدروا جنود ربهم ، وظنوا أن كل جندي من جنوده سبحانه يعادل قوة فرد منهم . ثم إنه سبحانه يذكر الوجوه التالية سببا لجعل عدتهم تسعة عشر : 1 . ( فتنة للذين كفروا ) . 2 . ( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) . 3 . ( يزداد الذين آمنوا إيمانا ) . 4 . ( لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) . 5 . ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) . وإليك تفسير هذه الفقرات : أما الأولى : فيريد أنه سبحانه لم يجعل عدتهم تسعة عشر إلا للافتتان والاختبار ، قال سبحانه : ( واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) أي يختبر بهم الإنسان ، فجعل عدتهم تسعة عشر يختبر بها الكافر والمؤمن ، فيزداد الكافر حيرة واستهزاء ويزداد المؤمن إيمانا وتصديقا ، كما هو حال كل ظاهرة تتعلق بعالم الغيب . يقول سبحانه : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه
1 - النجم : 5 - 6 .
280
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 280