نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 222
ألقى سبحانه المثل بصورة الاستفهام الإنكاري ، وحاصله : هل ترضون لأنفسكم أن تكون عبيدكم وإماؤكم شركاء لكم في الأموال التي رزقناكم إياها على وجه تخشون التصرف فيها بغير إذن هؤلاء العبيد والإماء ورضا منهم ، كما تخشون الشركاء الأحرار . والجواب : لا ، أي لا يكون ذلك أبدا ولا يصير المملوك شريكا لمولاه في ماله ، فعندئذ يقال لكم : كيف تجوزون ذلك على الله ، وأن يكون بعض عبيده المملوكين كالملائكة والجن شركاء له ، إما في الخالقية أو في التدبير أو في العبادة . والحاصل : أن العبد المملوك وضعا لا يصح أن يكون في رتبة مولاه على نحو يشاركه في الأموال ، فهكذا العبد المملوك تكوينا لا يمكن أن يكون في درجة الخالق المدبر فيشاركه في الفعل ، كأن يكون خالقا أو مدبرا ، أو يشاركه في الصفة كأن يكون معبودا . فالشئ الذي لا ترضونه لأنفسكم ، كيف ترضونه لله سبحانه ، وهو رب العالمين ؟ وإلى ذلك المثل أشار ، بقوله : ( ضرب الله لكم مثلا من أنفسكم ) أي ضرب لكم مثلا متخذا من أنفسكم منتزعا من حالاتكم ( هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم ) فقوله : ( هل لكم ) شروع في المثل المضروب ، والاستفهام للإنكار ، وقوله " ما " في ( مما ملكت ) إشارة إلى النوع أي من نوع ما ملكت أيمانكم من العبيد والإماء . فقوله : ( من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء ) مبين للشركة ، فقوله شركاء مبتدأ والظرف بعده خبره ، أي شركاء فيما رزقناهم على وجه تكونون فيه سواء ، وعلى ذلك يكون من في شركاء ، زائدة .
222
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 222