نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 218
يقدر على الدفع . ثم إن الغرض من تشبيه الآلهة المزيفة بهوام وحشرات الأرض كالبعوض والذباب والعنكبوت هو الحط من شأنها والاستهزاء بها . إن العنكبوت حشرة معروفة ذكورها أصغر أجسادا من إناثها ، وهي تتغذى من الحشرات التي تصطادها بالشبكة التي تمدها على جدران البيوت ، فتصنع تلك الشبكة من مادة تفرزها لها غدد في باطنها محتوية على سائل لزج تخرجه من فتحة صغيرة ، فيتجدد بمجرد ملامسته للهواء ويصير خيطا في غاية الدقة ، وما أن تقع الفريسة في تلك الشبكة حتى تنقض عليها وتنفث فيها سما يوقف حركاتها ، فلا تستطيع الدفاع عن نفسها . ( 1 ) ومع ذلك فما نسجته بيتا لنفسها من أوهن البيوت ، بل لا يليق أن يصدق عليه عنوان البيت ، الذي يتألف من حائط هائل ، وسقف مظل ، وباب ونوافذ ، وبيتها يفقد أبسط تلك المقومات هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن بيتها يفتقد لأدنى مقاومة أمام الظواهر الجوية والطبيعية ، فلو هب عليه نسيم هادي لمزق النسيج ، ولو سقطت عليه قطرة من ماء لتلاشى ، ولو وقع على مقربة من نار لاحترق ، ولو تراكم عليه الغبار لمزق . هذا هو حال المشبه به ، والقرآن يمثل حال الآلهة المزيفة بهذا المثل الرائع . وهو أنها لا تنفع ولا تضر ، لا تخلق ولا ترزق ، ولا تقدر على استجابة أي طلب . بل حال الآلهة المزيفة الكاذبة أسوأ حالا من بيت العنكبوت ، وهو أن العنكبوت تنسج بيتها لتصطاد به الحشرات ولولاه لماتت جوعا ، ولكن الأصنام والأوثان لا توفر شيئا للكافر .
1 - أنظر دائرة معارف القرن الرابع عشر : 6 / 772 .
218
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 218