نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 207
فأخذ المشكاة ، لأجل الدلالة على اجتماع النور في بطن المشكاة وانعكاسه إلى جو البيت . واعتبار كون الدهن من شجرة زيتونة لا شرقية ولا غربية للدلالة على صفاء الدهن وجودته المؤثر في صفاء النور المشرق عن اشتعاله . وجودة الضياء على ما يدل عليه كون زيته يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار . واعتبار كون النور على النور للدلالة على تضاعف النور أو كون نور الزجاجة مستمد من نور المصباح . ( 1 ) هذا هو حال المشبه به ، وإنما الكلام في المشبه أو الممثل له ، فقد طبقت كل طائفة ذلك الممثل على ما ترومه ، وإليك الأقوال : القول الأول : المشبه به هداية الله ، إذ قد بلغت في الظهور والجلاء إلى أقصى الغايات وصارت بمنزلة المشكاة التي تكون فيها زجاجة صافية وفي الزجاجة مصباح يتقد بزيت بلغ النهاية في الصفاء . وأما عدم تشبيهها بضوء الشمس مع أنه أبلغ ، فلأجل أن المراد وصف الضوء الكامل وسط الظلمة ، لأن الغالب على أوهام الخلق وخيالاتهم إنما هي الشبهات التي هي كالظلمات ، وهداية الله تعالى فيما بينها كالضوء الكامل الذي يظهر فيما بين الظلمات . القول الثاني : المراد من النور : القرآن ، ويدل عليه قوله تعالى : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) . ( 2 )
1 - لميزان : 15 / 125 . 2 - المائدة : 15 .
207
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 207