responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 203


إذا عرفت ذلك ، فاعلم أنه سبحانه ضرب في المقام أمثالا أبطل بها ربوبية الأصنام ، بالبيان التالي :
أما الذباب ، فهو عندهم أضعف الحيوانات وأوهنها ، ومع ذلك فآلهتهم عاجزون عن خلق الذباب ، وإن سلب الذباب منهم شيئا لا يستطيعون استنقاذه منه .
فقد روي أن العرب كانوا يطلون الأصنام بالزعفران ورؤوسها بالعسل ويغلقون عليها الأبواب ، فيدخل الذباب من الكوى فيأكله ، يقول سبحانه : ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله ) أي يعبدونه والدعاء هنا بمعنى العبادة ، كما في قوله سبحانه : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ( 1 ) فدعاؤه سبحانه عين عبادته كما أن دعاء الآلهة المزيفة - بما أنها أرباب عند الداعي - عبادة لها .
( لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ) مع صغره وضعفه ( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه ) كما عرفت من أن الذباب ربما يأكل العسل الموجود على رؤوس الأصنام .
( ضعف الطالب والمطلوب ) وفيها احتمالات :
الأول : إن المراد من الطالب والمطلوب هو العابد والمعبود ، فالإنسان ضعيف كما هو واضح ، وقال سبحانه : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) والمطلوب ، أعني : الأصنام مثله لأنه جماد لا يقدر على شئ .


1 - غافر : 60 .

203

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست