نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 187
إليها بآيتين : الأولى : ( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) . الثانية : ( فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) . فلنرجع إلى الآية الأولى ، فقد جزاهم بالجوع والخوف نتيجة بطرهم . وهناك سؤال مطروح منذ القدم وهو أنه سبحانه جمع في الآية الأولى بين الذوق واللباس ، فقال : ( فأذاقها الله لباس الجوع ) مع أن مقتضى استعمال الذوق هو لفظ طعم ، بأن يقول : " فأذاقها الله طعم الجوع " . ومقتضى اللفظ الثاني أعني : اللباس ، أن يقول : " فكساهم الله لباس الجوع " فلماذا عدل عن تلك الجملتين إلى جملة ثالثة لا صلة لها - حسب الظاهر - بين اللفظين ؟ والجواب : إن للإتيان بكل من اللفظين وجها واضحا . أما استخدام اللباس فلبيان شمول الجوع والخوف لكافة جوانب حياتهم ، فكأن الجوع والخوف أحاط بهم من كل الأطراف كإحاطة اللباس بالملبوس ، ولذلك قال : ( لباس الجوع والخوف ) ولم يقل " الجوع والخوف " لفوت ذلك المعنى عند التجريد عن لفظ اللباس . وأما استخدام الذوق فلبيان شدة الجوع ، لأن الإنسان يذوق الطعام ، وأما ذوق الجوع فإنما يطلق إذا بلغ به الجوع والعطش والخوف مبلغا يشعر به من صميم ذاته ، فقال : ( فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف ) . هذا ما يرجع إلى تفسير الآية ، وأما ما هو المراد من تلك القرية بأوصافها الثلاثة ، فقد عرفت من الروايات خصوصياتها .
187
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 187