نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 173
فقد أخطأوا في أمرين : أ : فرز نصيب لله من الحرث والأنعام ، وكأنه سبحانه فقير يجعلون له نصيبا مما يحرثون ويربون من أنعامهم . ب : الجور في التقسيم والقضاء ، فيعطون ما لله إلى الشركاء دون العكس ، وما هذا إلا لجهلهم بمنزلته سبحانه وأسمائه وصفاته . وقد أشار إلى ما جاء تفصيله في سورة الأنعام على وجه موجز في المقام ، وقال : ( ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون ) . ونظير ما سبق أنهم كانوا يبغضون البنات ويجعلونها لله ، ويحبون البنين ويجعلونهم لأنفسهم ، وإليه يشير سبحانه بقوله : ( ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ) والمراد من الموصول في ( ما يشتهون ) هو البنون ، وبذلك تبين معنى قوله سبحانه : ( للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ) أي أن المشركين المنكرين للآخرة يصفونه سبحانه بصفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمها ، وقد عرفت كيفية وصفهم له فوصفوه عند التحليل بالفقر والحاجة والنقص والامكان ، والله سبحانه هو الغني المطلق ، فهو أعلى من أن يوصف بأمثال السوء ، ولكن الموحد يصفه بالكمال كالحياة والعلم والقدرة والعزة والعظمة والكبرياء ، والله سبحانه عند المؤمنين ( هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى ) ( 1 ) ويقول سبحانه : ( وله المثل الأعلى
1 - الحشر : 23 - 24 .
173
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 173