responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 166


حق عمارته ، وهي التي تلائم سير النظام الكوني الذي أدى إلى ظهور الإنسان بوجوده المنظور على الاعتقاد الحق والعمل الصالح . ( 1 ) ثم إنه سبحانه ختم الآية بقوله : ( ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ) ، أي ليرجعوا إلى فطرتهم فيتحققوا من أن السعادة رهن الاعتقاد الصحيح المثمر في الحياتين .
وبذلك يعلم أن ما ذكره بعض المفسرين بأن المراد كلمة التوحيد لا يخالف ما ذكرنا ، لأن المراد هو التمثل بكلمة التوحيد لا التلفظ بها وحده حتى أن قوله سبحانه : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ( 2 ) تلا يراد منه التحقق بقوله ( ربنا الله ) لا التلفظ بها ، وقد أشار سبحانه إلى العقيدة الصحيحة ، بقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ( 3 ) فالكلم الطيب هو العقيدة ، والعمل الصالح يرفع تلك العقيدة .
وبذلك يعلم أن كل عقيدة صحيحة لها جذور في القلوب ، ولها فروع وأغصان في حياة الإنسان ولهذه الفروع ثمار ، فالاعتقاد بالواجب العادل الحكيم المعيد للإنسان بعد الموت يورث التثبت في الحياة والاجتناب عن الظلم والعبث والفساد إلى غير ذلك من العقائد الصالحة التي لها فروع .
إلى هنا تم المثل الأول للمؤمن والكافر أو للإيمان والكفر .


1 - الميزان : 12 / 52 . 2 - الأحقاف : 13 . 3 - فاطر : 10 .

166

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست