responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 125


الحديث كشف علة الجنون وهو حدوث اختلالات في الأعصاب الإدراكية ، فكيف يجمع بين مفاد الآية وما عليه العلم الحديث ، وهذا من قبيل تعارض النقل والعقل ؟
وأجاب عنه بعض المفسرين بأن هذا التشبيه من قبيل المجاراة مع عامة الناس في بعض اعتقاداتهم الفاسدة حيث كان اعتقادهم بتصرف الجن في المجانين ، ولا ضير في ذلك ، لأنه مجرد تشبيه خال عن الحكم حتى يكون خطأ غير مطابق للواقع .
فحقيقة معنى الآية هو أن هؤلاء الآكلين للربا حالهم حال المجنون الذي يتخبطه الشيطان من المس ، وأما كون الجنون مستندا إلى مس الشيطان فأمر غير ممكن ، لأن الله سبحانه أعدل من أن يسلط الشيطان على عقل عبده ، أو على عبده المؤمن .
( 1 ) وأجاب عنه السيد الطباطبائي بأن الله تعالى أجل من أن يستند في كلامه إلى الباطل ، ولغو القول بأي نحو كان من الاستناد إلا مع بيان بطلانه ورده على قائله ، وقد قال تعالى في وصف كلامه : ( وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) . ( 2 ) وقال تعالى : ( إنه لقول فصل * وما هو بالهزل ) . ( 3 ) وأما أن استناد الجنون إلى تصرف الشيطان وذهاب العقل ينافي عدله تعالى ، ففيه أن الإشكال بعينه مقلوب عليهم في إسنادهم ذهاب العقل إلى


1 - نقله في الميزان : 2 / 413 ولم يذكر المصدر ، وفي تفسير المنار : 3 / 95 ما يقرب من ذلك نقله عن البيضاوي في تفسيره . 2 - فصلت : 42 . 3 - الطارق : 13 - 14 .

125

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست