responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 114


وإلى هذين الوجهين أشار المحقق الطوسي بقوله :
والاحباط باطل ، لاستلزامه الظلم ولقوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ) .
( 1 ) ثم إن العبد بما أنه لا يملك شيئا إلا بما أغناه الله وأعطاه ، فهو ينفق من مال الله سبحانه ، لأنه وما في يده ملك لمولاه فهو عبد لا يملك شيئا إلا بتمليكه سبحانه ، فمقتضى تلك القاعدة أن ينفق لله وفي سبيل الله ولا يتبع عمله بالمن والأذى .
وبعبارة أخرى : أن حقيقة العبودية هي عبارة عن حركات العبد وسكناته لله سبحانه ، ومعه كيف يسوغ له اتباع عمله بالمن والأذى .
ولذلك يقول سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) .
ثم إنه سبحانه شبه أصحاب المن والأذى بالمرائي الذي لا يبتغي بعمله مرضاة الله تعالى ، ولا يقصد به وجه الله غير أن المان والمؤذي يقصد بعمله مرضاة الله ثم يتبعهما بما يبطله بالمعنى الذي عرفت ، والمرائي لا يقصد بأعماله وجه الله سبحانه فيقع عمله باطلا من رأس ، ولذلك صح تشبيههما بالمرائي مثل تشبيه الضعيف بالقوي .
وأما حقيقة التمثيل فتوضيحها بالبيان التالي :
نفترض أرضا صفوانا أملس عليها تراب ضئيل يخيل لأول وهلة أنها أرض نافعة صالحة للنبات ، فأصابها مطر غزير جرف التراب عنها فتركها صلدا


1 - المصدر نفسه .

114

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست