responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 105


وعلى ضوء هذا فالمثل بمعنى الوصف - وقد تقدم منا القول - بأن من معاني المثل هو الوصف . فقوله : ( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء ) ، أي " لما يأتكم وصف الذين خلوا من قبلكم " فلا يدخلون حظيرة الإيمان الكامل إلا أن يكون لهم وصف مثل وصف الذين واجهوا المصائب والفتن بصبر وثبات وعانوا الكثير من القلق والاضطراب ، كما قال تعالى في حق المؤمنين : ( وزلزلوا زلزالا شديدا ) ففي خضم هذه الفتنة التي تنفد فيها طاقات البشر ، فإذا بالرحمة تنزل عليهم من خلال دعاء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصالح المؤمنين .
كما قال سبحانه : ( وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) والجملة ليست إلا طلب دعاء للنصر الذي وعد الله به رسله والمؤمنين بهم واستدعاء له ، كما قال تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون ) ( 1 ) ، وقال تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) . ( 2 ) يقول الزمخشري : ومعناه طلب الصبر وتمنيه واستطالة زمان الشدة ، وفي هذه الغاية دليل على تناهي الأمر في الشدة ، وتماديه في العظم . . . فإذا لم يبق للرسل صبر حتى ضجوا ، كان ذلك الغاية في الشدة التي لا مطمح ورائها .
وعند ذلك يخاطبون بقوله سبحانه : ( ألا إن نصر الله قريب ) أي يقال لهم ذلك إجابة لهم إلى طلبتهم من عاجل النصر . ( 3 ) ثم إن القراءة المعروفة هي الرفع في قوله : ( حتى يقول الرسول ) ، وعند ذلك تكون الجملة لحكاية حال الأمم الماضية . وقرئ بنصب " يقول " وعلى


1 - الصافات : 171 - 172 . 2 - المجادلة : 21 . 3 - الكشاف : 1 / 270 في تفسير الآية .

105

نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست