نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 100
وفي هذا المعنى المشبه هو الكافرون الذين لا يفهمون من الدعوة النبوية إلا صوتا ودعوة فارغة من المعنى . والمشبه به : هو الناعق الأصم الذي ينعق بالغنم ، ولكن لا يسمع من نعاقه إلا دعاء ونداء . وهذا الوجه وإن كان ينطبق على ظاهر الآية ، ولكنه بعيد من حيث المعنى ، إذ لو كان الهدف هو التركيز على أن الكافرين صم بكم عمي لا يعقلون لكفى تشبيههم بالحيوان الذي هو أيضا كذلك ، فما هو الوجه لتشبيههم بإنسان عاقل أخذ منه سمعه لا يسمع من نعاقه إلا صوتا ونداء ؟ الثاني : إن المشبه هو النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والمشبه به هو الناعق للغنم ، والمراد ومثلك أيها النبي في دعاء الذين كفروا كمثل الذي ينعق في البهائم التي لا تسمع من نعيقه إلا دعاء ونداء ما ، فتنزجر بمجرد قرع الصوت سمعها من غير أن تعقل شيئا ، فهم - الكافرون - صم لا يسمعون كلاما يفيدهم ، وبكم لا يتكلمون بما ينفع ، وعمي لا يبصرون ، فهم لا يعقلون شيئا ، لأن الطرق المودية إلى التعقل موصدة عليهم . ومن ذلك ظهر أن في الكلام قلبا أو عناية أخرى يعود إليه ، فإن المثل بالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء مثل الذي يدعوهم إلى الهدى لا مثل الكافرين المدعوين إلى الهدى ، إلا أن الأوصاف الثلاثة التي استنتجت واستخرجت من المثل وذكرت بعده ، وهي قوله : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) ، لما كانت أوصافا للذين كفروا لا لمن يدعوهم إلى الحق استوجب ذلك أن ينسب المثل إلى الذين كفروا لا إلى رسول الله تعالى فأنتج ما أشبه القلب . ( 1 )
1 - الميزان : 1 / 420 .
100
نام کتاب : الأمثال في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 100