يوم حنين [1] وآخر أنه كان في غزوة تبوك [2] وثالث أنه كان في حجة الوداع [3] والثالث : إنه قد روي هذا الحديث بنفس السند ولم يذكر فيه إلا تحريم الحمر الإنسية في يوم خيبر [4] . والرابع : إن تحريم متعة النساء يوم خيبر " شئ لا يعرفه أحد من أهل السير ورواة الأثر " كما نص عليه كبار الأئمة كالسهيلي وابن عبد البر والبيهقي وابن حجر والقسطلاني وابن القيم والعيني وابن كثير [5] والخامس : إن الراوي للخبر عن " محمد بن الحنفية " هو " محمد بن شهاب الزهري " وهو من الوضاعين على أهل البيت . وأما دعوى رجوع ابن عباس عن قوله في المتعة فمن أعاجيب الأكاذيب أيضا . فقد عرفت مذهب ابن عباس وأن فقهاء مكة واليمن على مذهبه ، بل في صحيح مسلم باب نكاح المتعة : إنه كان يفتي بها في حكومة عبد الله بن الزبير بمكة وأن ابن الزبير هدده بالرجم . . وقال ابن حجر العسقلاني : " روي عنه الرجوع بأسانيد ضعيفة " [6] وقال ابن كثير : " ما رجع ابن عباس عما كان يذهب إليه من إباحتها " [7] . فالعجب من السعد ؟ إن كان روى حديثا ورأى محدثا فما هذه الأباطيل ؟ وإلا فلماذا الدخول في هذه التفاصيل ؟
[1] سنن النسائي 6 / 126 . [2] المنهاج في شرح مسلم هامش القسطلاني 6 / 130 . [3] مجمع الزوائد 4 / 265 . [4] عمدة القاري شرح البخاري - كتاب المتعة . [5] لاحظ : زاد المعاد 2 / 184 تاريخ ابن كثير 4 / 193 فتح الباري 9 / 138 عمدة القاري 17 / 246 إرشاد الساري 6 / 536 . [6] فتح الباري 9 / 139 . [7] تاريخ ابن كثير 4 / 193 .