أصح الكتب عندهم بعد القرآن ؟ وكيف يقال بأنه " من قبيل الآحاد " وقد اشتهر بينهم قطعية صدور أحاديث الكتابين ؟ [1] كيف وقد نص على ثبوت هذا الحديث وكثرة طرقه بل وتواتره غير واحد من أكابر القوم ؟ . . قال ابن عبد البر : " هو من أثبت الأخبار وأصحها ، رواه عن النبي : سعد بن أبي وقاص - وطريق حديث سعد فيه كثيرة جدا ، قد ذكره ابن أبي خيثمة وغيره - ورواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله ، وجماعة يطول ذكرهم " [2] . وقد كان على الماتن والشارح أن يجلا أنفسهما عن متابعة مثل الآمدي الذي كان عند الذهبي غيره من المبتدعة ، وقد نفي من دمشق لسوء اعتقاده ، وصح عنه أنه كان يترك الصلاة [3] . الجهة الثانية في دلالة الحديث قوله ( 363 ) : ( أو نقول على تقدير صحته لا عموم له في المنازل ، بل المراد استخلافه على قومه في قوله : اخلفني في قومي لاستخلافه على المدينة . . كيف والظاهر متروك ، أي : وإن فرض أن الحديث يعم المنازل كلها كان عاما مخصوصا ، لأن من منازل هارون كونه أخا نسبيا ونبيا ، والعام المخصوص ليس حجة في الباقي أو حجيته ضعيفة ) . أقول : إن طريقة أصحابنا إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من هذا الحديث إثبات عموم أفراد المنزلة لهارون ، ثم إثبات أن الإمامة من منازله عن طريق استخلافه على بني إسرائيل وعدم العزل عن الخلافة تارة ، وعن طريق شركته
[1] لاحظ : كلام الحافظ ابن القيسراني المقدسي في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين وكلام النووي وشارحه السيوطي في تدريب الراوي ، وغيرهما . [2] الإستيعاب ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام 3 / 1090 . [3] ميزان الاعتدال للذهبي ، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 3 / 134 .