كذلك فليست الجناية عليك فيكون العذر إليك : وتلك شكاة ظاهر عنك عارها . وقلت : إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع . ولعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت ، وأن تفضح فافتضحت ! وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه ، ولا مرتابا بيقينه ! وهذه حجتي إلى غيرك قصدها ، ولكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها " [1] . هذا كله ، مضافا إلى الخطبة الشقشقية المشهورة ، وغيرها من كلماته المعروفة في خطبه وكتبه . علي في الشورى وقوله : لأسلمن . . : وفي الشورى . . طالب عليه السلام بحقه ، وصرح بحرصه عليه منذ اليوم الأول ، ففي خطبة له : " وقد قال قائل : إنك على هذا الأمر - يا ابن أبي طالب - لحريص ! فقلت : بل أنتم - والله - لأحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلبت حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه . فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به . اللهم إني استعديك على قريش ومن أعانهم ، فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم قالوا : ألا إن في الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تتركه " [2] " ومن خطبة له عليه السلام : لما عزموا على بيعة عثمان : لقد علمتم أني
[1] نهج البلاغة ط صبحي الصالح : 387 [2] نهج البلاغة ط صبحي الصالح : 246 .