نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 76
الحجم من الفريضة . فأما الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فهو العالم بعصمته لأنه اصطفاه وعصمه ، وأما طاعة أولي الأمر المعنيين بهذه الفريضة الإلهية ، فلا بد أنه خص بها عبادا له قد علم كعلمه برسوله أن طاعتهم عاصمة هادية ، وهذا يقتضي أن يكون قد اجتباهم كما اجتبى رسوله لهذه الوظيفة ، فهيأهم لها وعصمهم فيها ، لذلك جعل ولايتهم كولايته ، وأطلق الأمر الرباني بطاعتهم عبر الزمان وإلى يوم القيامة ، جاعلا للناس سبيلا للهدى والسلامة ، محققا لأهداف الرسالة ، التي لن يكون بعدها وحي ولا رسالة . بيد أنه من المفيد التذكير بأن الإنسان قد يقع في ضلال أو هلكة نتيجة سوء امتثاله للفريضة والخطأ في التعامل معها ، وهذا يكون من فعله ، ومثل ذلك يختلف عن ضلال أو هلكة يقع فيها لامتثاله الفريضة نتيجة لقابلية فيها إلى ذلك ، حينئذ تكون الفريضة أو الشارع الأقدس هو المتسبب في هذه النتيجة ، ومثال الحالة الأولى كما لو أن المجتهد حكم بما هو خارج الأصول فحينئذ يشكل خروجا عن خط الرسالة ولا حجية لحكمه أصلا . أما الحالة الثانية فإن أوضح مثال عليها هو فريضة الطاعة لولي الأمر على النحو الذي قال به أصحاب الاجتهاد في الإمامة ، أي أن أولي الأمر الذين فرض الله طاعتهم هم مطلق ولي أمر يستولي على مقاليد الأمور ، وليسوا أشخاصا معينين من الله ورسوله ، عرف بهم الناس لأن طاعتهم عاصمة هادية ، فلو تسلط أولياء أمر فسقة أو ظلمة ، أو دون مستوى الوظيفة ، أو منافقون يكيدون للدين ، فكان خضوع
76
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 76