responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار    جلد : 1  صفحه : 353


خامسا : السؤال يفرض نفسه علينا عن هذا العلم الرباني الذي اختص نفسه به والذي لم يكن ليحصل للبشر إلا بجعل منه ، هل جعله حبيسا لديه ؟ ، فلم يجعله عند أحد من عباده ؟ وهل الواو فيه " والراسخون في العلم . . . " عاطفة أم استئنافية ؟ .
هل إن الله لا يريد أن يعلم التأويل ؟
إن الافتراض بأن الله تعالى قد حجب هذا العلم عن الخلق طرا ، يناقض مبررات الوحي وإرسال الأنبياء . ومما لا شك فيه أن الله تعالى إنما بعث أنبياءه وخاتمهم محمدا ( ص ) هداية للناس ، ولا تكون الهداية إن أنزل إليهم ما يحجب عنهم علمه ، والقول بخلاف هذا يبطل غايات الرسالة والوحي ، وهذا محكم الكتاب يعلن هذه الحقيقة * ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) * فالبيان لا بد أنه يشمل النص والمضمون ، ولو كان للنص وحده لم يحصل البيان لنقص في غايته ، فالبيان إذن من غايات التنزيل الملازمة للنص لا تنفك عنه ، وهكذا عندما يخبرنا تعالى بأن العلم بالمتشابه علم رباني لا يعلمه إلا هو ، فإنه بالضرورة يعني أمرين ، أولا أن أحدا لا يعلم به إلا إذا جعله الله لديه ، وثانيا ولضرورة البيان المذكور ، أنه قد جعله لدى بعض من عباده ليؤدوا البيان فيكونوا مرجعية له ، وهذا يجعل الواو للعطف فيكون الراسخون في العلم يعلمونه أيضا ، ولهم مرجعيته ، والرسول ( ص ) أولهم بلا ريب بحكم نص البيان المذكور .
على أن النص يستبطن ضرورة أن يكون هذا العلم متاحا للناس حينما يحتاجون إليه فيطلبونه ويجدونه ، وذلك حين يذم الذين يتبعون

353

نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست