نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 352
يحتاج غالبا لمثل هذه المعايير لدلالتها المباشرة ، إلا من حيث أنك تحتاج أحيانا للاستدلال لدحض ما يدعى من فهمها على نحو التأويل . ثانيا : أن في الكتاب آيات أخرى هي المتشابه ، التي قد يشتبه فهمها على الناس . ثالثا : ذم الذين يتبعون المتشابه ابتغاء تأويله ونعتهم بزيغ القلوب . والذم هنا ليس ذما للاتباع ، إنما الذم لابتغاء التأويل ، فالمراد باتباعه إرادته والقصد إليه من أجل عطفه عن مساره الحقيقي من خلال التأول بالرأي والهوى ، إذ عملهم فيه على هذا النحو لا يفيد سوى الظن دون الحقيقة مما يوقع في الضلال ، ذلك لأن تأويله الحقيقي لا يعلمه إلا الله . رابعا : إن تأويله لا يعلمه إلا الله تعالى ، وعلى تقدير أن الواو التي بعده للعطف فيكون الراسخون في العلم يعلمونه أيضا ، وعلى تقدير أنها استئنافية يخرجهم من العلم فيكون العلم له وحده ، وعلى أي تقدير فإن النص يفيد أن هذا العلم رباني قد اختص تعالى به ، لذلك لو كان عند أحد من الناس فلا يكون كسبيا بالوسائل المعهودة ، بل جعلا إلهيا ، وهذا من المترتبات التي يستبطنها النص ، فهذا العلم الإلهي لا يحصل سوى بالجعل الرباني . وأما الاجتهاد فيه بالرأي فلا ينتج بالضرورة حقيقة التأويل ، لذلك ذم تعالى الاتباع على هذا النحو .
352
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 352