نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 35
بل كان يريد إنقاذ الإسلام والمسلمين بعد أن وصلت الأمور إلى شفا جرف الردة على يد الحزب المنافق من الطلقاء والطرداء والمؤلفة قلوبهم من بني أمية وقريش ، وبعد توفر الناصر ، ولما خذلوه فإن ظرف الأمة فرض عليه التضحية وعدم الاستسلام ، وكان عالما بأن القتل المفروض عليه سيكون سببا في تقويض دعائم الظالمين ، وفي تحقيق ما قام لأجله من إحياء الدين ، الأمر الذي يختلف عن ظرف الإمام الحسن ( عليه السلام ) الذي كان له أن ينتج موضوعيا آثارا مختلفة تماما فيما لو حل به وبذرية النبي ( صلى الله عليه وآله ) كالذي حل بالحسين ( عليه السلام ) . أما حرب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكان بعد توفر الناصر لضرب خط النفاق التحريفي ، أما حين حصل الانقلاب عليه بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلقد قاوم بالاحتجاج والموعظة ، ولم يلجأ إلى القوة لعدم توفر الناصر ، وباعتبار الظروف المحيطة التي اقتضت منه مرحليا أن يعطي الفرصة لترسيخ الحد الأدنى من الإسلام ، لكي يصبح ممكنا في المستقبل تثبيت الصورة المتقدمة من الإيمان . ولقد كان الأئمة ( عليهم السلام ) حريصين على الإسلام والمسلمين قبل أي شئ ، وليس على أتباعهم فقط ، لما يمثلونه من قيمومة صادرة عن الله ، ورغم تكاثر الأتباع واتساع القاعدة الشعبية في عصور الأئمة ( عليهم السلام ) في العقود اللاحقة فإنهم لم ينفصلوا بجزء من الأمة لكي لا ينشأ معسكران في الإسلام يتناحران عسكريا ، بل اختاروا لأنفسهم ولأتباعهم البقاء ضمن جسم الأمة ، بالرغم من الملاحقة والقتل
35
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 35