نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 34
انحراف الأمة عن المرجعية الربانية ، ولمحة سريعة عن موقف الأئمة ( ع ) : إن الأئمة ( عليهم السلام ) لم يمكنوا من القيام بكل وظائفهم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . والظاهر من هذه الوظائف : الولاية العامة على الأمة والمرجعية العليا للرسالة ، وحفظها من البدع والتحريف ، ودرء الريب ، والشاهدية على الناس ، ومواكبة تطور البشرية وحاجاتها بالرسالة الخاتمة بما حملها الله تعالى من خطط وبرنامج تقوم بحاجاتها إلى يوم الدين . وحينما تعطلت بعض وظائف الأئمة بمعصية الأمة لهم ، كوظيفة الحاكمية وأنكرت الأمة مرجعيتهم ، فإنهم مارسوا المرجعية العليا للرسالة والولاية على من عرف حقيقتهم ، فرسخوا الخط السليم الذي يمثل أصالة الرسالة . ولم يكن من الحكمة أن يجبروا عموم المسلمين على الخضوع لمرجعيتهم بما أتاحه الله تعالى لهم من قوى غيبية ، بل هذا يحتاج إلى هداية وقناعة وجهاد من المؤمنين لترسيخ الرسالة في مجتمعاتهم بكل معطياتها . وإن عدم توفر الناصر للإمام يعني عدم إحراز الأمة لاستحقاق هذه الهداية في تلك المرحلة ، فلا معنى لفرض الحق بالقوى الغيبية حينئذ . ولم يكن حرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) للمشركين إلا لأنهم مشركون وقد حاربوه واعتدوا على المسلمين ، وكان ذلك بعد توفر الناصر الذي يدل على استعداد جسم الأمة لحمل الأمانة ولم نجده حارب مانعي الزكاة من المسلمين رغم قدرته عليه ، فالأمر مع المسلمين بحاجة إلى أساليب أخرى ، والله أعلم برسالته ، ولم يكن الحسين ( عليه السلام ) طالبا للحكم حين قام على يزيد ،
34
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 34