نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 338
على أية حال ، فما أوضحناه من وظيفة البيان من هذا النص ، لا يتوقف على هذا الاعتبار وإن كنا نعتقد به ونراه صحيحا . لا مصداقية لأهل الكتاب بأي إرشاد : يبقى أن نشير إلى أن بعضهم قد استحسن أن لا يكون أهل الذكر من المسلمين ، لعدم اعتراف المشركين بهم ليصار إلى إحالتهم عليهم ، فلا تكون هذه الإحالة مصدرا لإقناعهم ، فاقتضى أن يكونوا من أهل الكتاب . لقد أوضحنا سابقا أن حالة عدم العلم بالحقيقة التي بدأ النص بإعلانها ، أو بغيرها من حقائق الأديان وبيناتها وكتبها ، ليس وقفا على المشركين ، فلا يصح اعتبار الخطاب خاصا لهم ليصار إلى إسقاطه بعد ذلك على مجمل النص ، بيد أن في هذا الاعتبار سطحية لا مبرر لها ، فالمشركون لم يكونوا يعترفون أيضا بأهل الديانات السابقة ولا بكتبهم ، والمشركون لم يكن اعتراضهم على أن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) من بين الأنبياء خاصة بشر ، فلذلك لا يؤمنون به ، بل إن اعتراضهم هو على مبدأ بشرية الرسل ، فهذا هو اعتراضهم على كل الأنبياء ، وحال أهل الكتاب في هذا كحال المسلمين ، فهل كان عند أهل الكتاب من الدلائل المقنعة ما ليس عند أهل الإسلام ؟ وهل إن أهل الكتاب لو سألهم المشركون كانوا سيعطون الإفادة المطابقة للحقيقة القرآنية ؟ فهل كان النصارى سيعترفون بأن نبيهم بشر ليس إلها ؟ وهل كان اليهود سيكتفون بالإقرار بالبشرية ثم لا يضيفون شروطهم به في النسب لإسحاق ( عليه
338
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 338