نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 30
انكماش دور المرجعية الرسالية والقيمومة على الدين وأهدافه المرحلية والبعيدة ، في الوقت الذي اعتبروه نائبا عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد سمي بالخليفة من خلافة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أمته ، ثم وجدنا أن هذا الهدف الأبرز مما يبرر في الأزمان اللاحقة للمجتهدين في الإمامة أن يجعلوا إطاعة الولي الفاسق أو الظالم واجبا ، ويحرمون القيام عليه بحجة عدم الإخلال بالنظام العام وسير الحياة للأمة ، حتى لو كانت هذه الإطاعة تشكل خطرا على الرسالة ومصالح الأمة العميقة في تقديم واضح للمصلحة الحياتية الآنية لبعض فئات الناس ومصلحة السلطان ، على مصلحة الرسالة وضرورات العقيدة ، ولئن كان في هذا المنطق تناقضا بين مقدماته ونتائجه ، فإن نقاشه هنا يخرجنا عن الموضوع ، إنما أردنا إظهار الفارق بين مضمون الخلافة البشرية التأسيس ، وبين الإمامة الربانية المصدر التي تتمحور أساسا حول توفير المرجعية العليا للرسالة وللأمة في كل شؤونها المرتبطة بالدين ، بما فيها الشأن السياسي والحكومة ، وشأن الأخلاق والقيم والسلوك ، لذا فالحكم والإدارة اللذان هما محور الخلافة البشرية ما هما إلا جزء بسيط من محور الإمامة الربانية المصدر . ثم أن الذاتية التي تجلت في الغايات في خط الخلافة البشري ، لا بد لها أيضا أن تتجلى في الأداء ، فلما كان مسلك صاحب الرسالة ومنهجه في الحكم ما زال ماثلا في الأذهان في العقود الأولى ، وكان الناس الذين عاصروه ، أي الصحابة ، يتوقعون عدم التباين عنه ، لذا جاء مسلك الخليفة الأول والثاني ( ر ) ، وهما ينتميان إلى ذات الجيل من الصحابة ، متجلببا
30
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 30