نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 27
الإخبارات ، خاصة لجهة ما لحق السنة من محق والكتاب من اختلاف في المضمون ، ولجهة الفتن والرزايا التي أصابت المسلمين ، بل إن الحاجة بعد الرسالة الخاتمة أشد إلى استمرار المرجعية المسددة إلهيا ، إذ لن يكون بعدها وحي ينزل على البشرية ، ولقد جاءت نصوص الإمامة لتترجم هذا الواقع ، ولتعبر عن ذلك المنطق السليم حين تربط بين المرجعية المنصبة ربانيا وبين ضمان الهداية ووقاية الأمة والدين من الانحراف والضلال ، ومن تلك الآفات التي أخبر بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورأيناها في الواقف المعاش ، وعلى سبيل المثال فإن حديث الثقلين أوضح أن الوقاية من الضلالة والهلكة تكون باتباع الخط الإلهي الممثل بالثقلين الكتاب والعترة ، ومثله حديث السفينة والنجوم والعدول من أهل بيتي ، كما أن آية الولاية فرضت ولاية النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ، ووعدت الموالين بأن * ( فإن حزب الله هم الغالبون ) * وجائت بعد أن حذر تعالى المؤمنين في الآية التي سبقتها من الردة في إشارة واضحة إلى أن فريضة الولاية هذه ضرورة لاستمرار المؤمنين على الخط الإلهي . ومعظم نصوص الإمامة من القرآن والسنة تحمل ذات المضمون لتجعل الإمامة الربانية المصدر تمثل الامتداد المتوقع للخط الإلهي على الأرض المتصل منذ آدم عليه السلام إلى يوم الدين ، لمواكبة أهداف وخطط الرسالة الخاتمة التي قد أكملت نصوصها مع انقطاع الوحي ، لكن لم تكتمل مقاصدها وبرنامجها التي تتجاوز زمن ومكان النزول إلى كل المعمورة والأمم إلى يوم الدين ، بل إنها حينئذ قد بدأت ، ولذلك كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مع نبوته إماما رباني التعيين ، ولنا عودة إليه ، وكان مثل ذلك بعده الأئمة
27
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 27