نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 10
المناهض للفساد عبر التاريخ الإسلامي ، والممتنع على سيطرة الغرب والصهيونية في التاريخ الحديث ، وصونا لمقومات القوة والاستنهاض فيه . ومما يثير العجب ، أن بعض مريدي الأحزاب الإسلامية الذين يقاومون الرد على الافتراءات ويتذرعون بضرورة عدم الخوض في القضايا المذهبية حرصا على الوحدة الإسلامية ، هم أنفسهم أصحاب الشبهات المفتراة التي نوهنا بها ، فلو أن همهم هو الوحدة لما أثاروا تلك الإثارات . فهذا من التناقض الظاهر بين القول والعمل ، في حين أنهم يعلمون أن إثاراتهم لا بد أنها ستلقى الرد . ونرى التناقض مرة ثانية في مسلك هؤلاء القوم ، فبينما يرفعون نقد التراث شعارا يخاطبون به عامة الناس الذين لا صلاحية لهم في هذا الأمر ، ولا قدرة لهم على تمييز الغث من السمين واضعين المشكلة في غير موضعها ، إذا بهم يصبحون من أشد الناس محافظة على قدسية التراث ، وأشدهم حرصا على عدم فتح ملفات التاريخ ، وذلك عندما تمت القضية إلى الخلافة ومجرياتها من بدئها إلى سقوطها ، فنجدهم يغلقون باب النقد والتساؤل حينما يبشرون حلافا للوقائع بأن خلافات الصحابة لم تؤثر على مسيرة الإسلام ، وأن مسيرة الإسلام لم تخرج عن الخط السوي ، ويغلقون باب النقد حين يرددون * ( . . . تلك أمة قد خلت . . . ) * تجنبا للمس بما يصفونه " عظماء الإسلام " حتى لو كان ذلك من مقتضيات النقد الموضوعي للتراث والتاريخ . فتظهر الحقيقة في انغلاق أفكارهم خلافا لما يدعونه من مسايرة التطور والانفتاح ، ما يعني بوضوح أن القضية ليست
10
نام کتاب : الإمامة تلك الحقيقة القرآنية نویسنده : الدكتور زهير بيطار جلد : 1 صفحه : 10