نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 379
وابن وروح القدس ، وقد سمعناه في قرآن نزل عليك يقول : فعلنا وجعلنا وخلقنا ، ولو كان واحدا لقال : خلقت وجعلت وفعلت . فتغشى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوحي ، فنزل عليه صدر سورة آل عمران - إلى قوله - رأس الستين منها : { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم . . . } الآية ، فقص عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) القرآن ، فقال بعضهم لبعض : قد والله أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم . فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن الله عز وجل قد أمرني بمباهلتكم . فقالوا : إذا كان غدا باهلناكم . فقال بعضهم : حتى ننظر بما يباهلنا ، بكثرة أتباعه من أوباش الناس ، أم بالقلة من أهل الصفوة والطهارة ، فإنهم وشيج الأنبياء وموضع بهلهم . فلما كان من الغد ، غدا النبي بيمينه علي ، وبيساره الحسن والحسين ومن وراءهم فاطمة ( عليهم السلام ) ، عليهم الثمار النجرانية ، وعلى كتف رسول الله كساء قرقف رقيق خشن ، ليس بكثيف ولا لين ، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما ، وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع ، ورفع يده إلى السماء للمباهلة ، وأشرف الناس ينظرون ، واصفر لون السيد والعاقب وكرا حتى كاد أن تطيش عقولهما ، فقال أحدهما لصاحبه : أتباهله ؟ قال : وما علمت أنه ما باهل قوم نبيا فنشى صغيرهم أو بقي كبيرهم ، ولكن أره أنك غير مكترث واعطه من المال والسلاح ما أراد ، فإن الرجل محارب ، وقل له : بهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته . فلما رفع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يده إلى السماء للمباهلة ، قال أحدهما لصاحبه : وأي رهبانية دارك الرجل ، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل ولا مال . فقالا : يا أبا القاسم ، أبهؤلاء تباهلنا ؟ قال : نعم ، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله عز وجل وجيهة وأقربهم إليهم وسيلة . قال : فبصبصا يعني ارتعدا وكرا وقالا له :
379
نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 379