نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 11
علم فكف ، وعمل فجد وخاف التباب [1] فأعد واستعد ، إن سئل أفصح ، وإن ترك سكت ، كلامه صواب ، وصمته من غير عي عن الجواب ، والويل كل الويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان ، واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره ، من لانت كلمته وجبت محبته ، من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة ، لا تتم مروة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ، ولا أي طعاميه أكل [2] . التربية الفاطمية : عنت فاطمة الزهراء بتربية ولدها الحسين فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية كما غذته بالآداب الإسلامية ، قال العلائلي : " والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين ( عليه السلام ) أن أمه عنيت ببث المثل الإسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها وأصح أوضاعها ، ولا بدع فإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أشرف على توجيهه أيضا في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالاستقلال . فالسيدة فاطمة أنمت في نفسه فكرة الخير ، والحب المطلق ، والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه أفكار الفضايل العليا بأن وجهت المبادئ الأدبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع . وبهذه المناسبات اجتمع للإمام الحسين سلالة رسول الله وابن أمير المؤمنين وفاطمة من صفات الكمال ومحمود الشمائل والفضائل وسناء الحسب وباذخ الشرف ، مع الفطرة والنفس المرضية ، ما لم يتهيأ لغيره من أفذاذ الرجال ، تحدر من
[1] التباب : الهلاك والخسران ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب } . [2] الإعجاز والإيجاز : 33 ، حياة الحسين : 1 / 49 - 51 .
11
نام کتاب : الإمام الحسين في أحاديث الفريقين نویسنده : السيد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 11