نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 92
معه ، تقاد وراءه [1] . إنها الغاية في تعظيم الحج ، بالسعي إلى الكعبة على الأقدام ، لا عن قلة راحلة ، بل إمعانا في تجليل المقصد والتأكيد على احترامه . وهذا على الرغم من ازدحام سني حياته بالأعمال ، فلو عددنا سني إمامته العشر ، وسنوات إمامة أخيه الحسن العشر كذلك ، وسنوات إمامة أبيه الخمس ، لاستغرقت خمسا وعشرين حجة . فهل حج الحسين عليه السلام في الفترة السابقة بعض السنوات ؟ وأسلوب آخر من تعظيم أهل البيت للكعبة والبيت والحرم : أنهم لم يقدموا على أي تحرك عسكري داخل الحرم المكي ، وكذلك الحرم المدني ، رعاية لحرمتهما أن يهدر فيهما دم ، وتهتك لهما حرمة على يد الحكام والأمراء الظالمين ، وجيوشهم الفاسدة ، المعتدية على حرمات الدين . ومن أجل ذلك خرج الإمام علي عليه السلام من الحجاز ، وكذلك الإمام الحسين عليه السلام ، وكل العلويين الذين نهضوا ضد جبابرة عصورهم ، وطواغيت بلادهم ، خرجوا إلى خارج حدود الحرمين حفظا لكرامتهما ، ورعاية لحرمتهما [2] . وبهذا الصدد جاء في حديث سيرة الحسين عليه السلام أنه خرج من مكة معجلا ، جاعلا حجه عمرة مفردة ، حتى لا تنتهك حرمة البيت العتيق بقتله ، بعد أن دس يزيد جلاوزته ليفتكوا بالإمام ، ولو كان متعلقا بأستار الكعبة
[1] مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور ( 7 / 129 ) [2] راجع جهاد الإمام السجاد عليه السلام ( ص 68 - 69 )
92
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 92