نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 86
إذ رأى الحسين ابن ذلك الرسول ، فلم يملك أيضا إلا الاعتراف ، فقال [ 190 ] : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء ، اليوم . ومعاوية ، أخوه الضليل ، يخنع لهذه الحقيقة ، يوم دخل الحسن والحسين عليه ، فأمر لهما بمأتي ألف درهم ، وقال متبجحا : خذاها وأنا ابن هند ، ما أعطاها أحد قبلي ، ولا يعطيها أحد بعدي وكأن معاوية استغل سياسة الإمام الحسن عليه السلام المبتنية على عدم مجابهته بالأجوبة ، حتى وصف بأنه كان : سكيتا ، ولكن الحسين ، وهو يسير على خط إمامه الحسن عليه السلام ولا يخرج عن طوع إرادته - يعطي الموقف حقه ، ويدمغ معاوية بالحقيقة الصارخة ، ويقول : [ 5 ] والله ، ما أعطى أحد قبلك ، ولا أحد بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا [1] فأفحم معاوية ، ولم يحر جوابا . وأما الآخرون : فالمؤمنون يتشرفون بآل محمد ، كابن عباس حبر الأمة ، وتلميذ أمير المؤمنين عليه السلام ، فهو قرين الحسنين في التربية في هذا البيت الطاهر ، بيت الرسالة ، والإمامة ، رفيع العماد ، وبالرغم من تقدمه في السن على الحسنين ، فهو لمعرفته بفضلهما ، وجلالتهما ، وشرفهما على قومهما ، لا يقصر في إظهار ما يعرف ، وإبراز ما يجب القيام به تجاههما من الحرمة والكرامة ، في ما قال الراوي [ 188 ] : رأيت ابن عباس ، آخذا بركاب الحسن والحسين .