نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 163
وسموها وخلودها . فكانت معركة عاشوراء معركة الإيمان الذي تمثل في الحسين عليه السلام ، والكفر الذي حاربه ، ومعركة الحق الذي تجسد في الحسين عليه السلام ، والباطل الذي قاومه ، ويعني ذلك أنه قد تكررت في هذا اليوم معارك الأنبياء ومشاهد الصالحين ، عبر التاريخ ، وبخاصة مغازي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بدر وأحد والأحزاب وغيرها ، ومشاهد علي عليه السلام في الجمل وصفين والنهروان . فكل الأنبياء والأئمة والأولياء والصالحين ، والشهداء والمجاهدين ، يشتركون بأهدافهم وآمالهم وبدمائهم ، وتشخص أعينهم على نتائج المعركة في عاشوراء . وكل جهود الكفر والنفاق والفجور والفسق والرذيلة والخيانة ، والجهل والغرور والإلحاد ، تركزت في جيش بني أمية ، تحاول أن تنتقم لكل تاريخها الأسود ، من هذه الكوكبة التي تدور حول الحسين عليه السلام ، يريدون ليطفئوا نور الله بسيوفهم وأسنة رماحهم ! وأما ألم عاشوراء ، الذي أقرح جفون أهل البيت ، وأسبل دموعهم ، وأورثهم حزنا ، فهو من التوحش الذي أبداه الأعداء مع تلك الأبدان الطاهرة ومن الظلم الذي جرى على ممثل الرسول والرسالة ، في وضح النهار المضيئ ، وأمام أعين الأمة المدعية للإسلام ، من دون نكير ، بل استهلوا فرحا بالتهليل والتكبير وما أفظع الظلم والقهر والألم بأن يعتدى على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلى يد أمته ، من المسلمين كما يتظاهرون ، ومن العرب كما
163
نام کتاب : الإمام الحسين ( ع ) سماته وسيرته نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 163